تيرس
تعتبر تيرس منطقة صحراوية مشهورة، تقع بين زمور والساقية الحمراء شمالا، والمحيط الأطلسي غربا، وأدرار التمر جنوبا، وآدرار سطوف والمريكلي شرقا
(
1) .
وفي الوسيط في تراجم أدباء شنقيط: «ويحد تيرس من جهة شرقيها الشمالي: «ترِينْ»
(
2) .
ومن جهة الجنوب: «إكْدَيَّتَّ لِغنَمْ»
(
3) .
و«العرفيه»
(
4) .
و«عِلْبْ مَسْكورْ»
(
5) .
و«اشْهالاتْ»
(
6) .
و«إكويْدِسْ»
(
7) .
و«بئرْ إيكنى»
(
8) .
و«كديت الجل»
(
9) .
و«آغويْتنْات»
(
10) .
و«ابنعمِيرَه»
(
11) .
و«عَيْشه»
(
12) .
و«زُوك»
(
13) .
و«إكازْرِنْ»
(
14) .
و«إنال»
(
15) .
و«قلب الظليم»
(
16) .
و«نِشْلَه»
(
17) .
و«ظايت البقرة»
(
18) .
و«ضلوع لِحْوَيذ»
(
19) .
«اغَيَلاس»
(
20) .
و«بُلَرْياح»
(
21) .
و«الأجواد»
(
22) .
و«إيجْ»
(
23) .
و«أمُّ ادْويّاتْ»
(
24) .
و«أمُّ ارويسيْنْ»
(
25) .
و«بواعْليبَه»
(
26) .
و«كلب آزوازيل»
(
27) .
و«إتويزِرْفاتْ»
(
28) .
و«إكلاب الحَوْليَّهْ»
(
29) .
و«ميجِكْ»
(
30) .
و«زيزه»
(
31) .
و«إسماميط»
(
32) .
و«مَعْطَ الله»
(
33) .
و«لِكْرَيْناتْ»
(
34) .
و«إنْمُزَّانْ»
(
35) .
و«وادْحَنَّه»
(
36) .
و«آدْرَارْ سُطُفْ»
(
37) .
(
38) .
وهي من أجود الأراضي، كما أن تعدد السبخات، وظاهر السطح، وعوامل التعرية، علاوة عن المخلفات البحرية، وتعدد نقط المياه والواحات المتبقية تدل كلها على أن المنطقة كانت من أكبر المستودعات المائية خلال الأزمنة البعيدة. فلربما كانت هناك بحيرات من حجم كبير وشامل حلت محلها اليوم سبخات تحيط بها الكثبان الرملية. ترسم هذه الكثبان اتجاهات الرياح خاصة منها الساحلية الغربية الغالبة متجاوزة ارتفاع 200 متر.
وتعتبر قدرة تيرس على تخزين مياه التساقطات، ودور الرطوبة الساحلية الممتدة إلى أزيد من 100 كلم شرق السبب في امتداد حياة الغطاء النباتي أزيد من سنتين لكل سنة
ممطرة. هذا المعطى يفسر تنافس الغور السكاني منذ أزيد من ألف سنة على احتكار المجال وتقاسم المراتع، فتيرس التي تعد في نظر الرواية المحلية رمزا للخصوبة
(
39) .
المطر فيها إن نزل يحدث بأهل تلك البلاد ابتهاجا عظيما، ونبتها ليس بالسريع النمو، فبعد نزول المطر، يرعى بعد ثلاثة أشهر، قالوا ويصدق عليها قول العرب: «شهر ثرى، وشهر ترى، وشهر مرعى»، فأرضها بعد المطر تبقى شهرا ثراء من غير نبت، ثم تخرج رؤوس النبت بعد شهر، ثم تبتدئ المواشي في رغيه بعد الشهر الثالث، وإذا نزل المطر يقدِّر أهل تيرس العارفون لها أمد الخصب الذي يحدث، فيقولون: تنعم سنة أو سنتين أو أكثر أو أقل، وإذا شبعت الإبل من بقلها سنة الخصب، يرفعون عنها ما يغطون به ضروعها، وهو شيء يسمونه الشمال منسوج مما تعمل منه الحبال، يشد على ضروعها لئلا ترضعها الفصلان، وذلك خوفا على ضروعها من أن يفسدها اللبن، فيرضعها الفصيل متى شاء، ورعاتها تتفقد ضروعها بالحلب، وكثيرا ما يهرقون اللبن على الأرض، لعدم من يحتاج إليه، وإذا وقع الخصب يحملون على الفصيل من سنة ولادته، لأنه يصير كبيرا قويا، وربما ولدت الأنثى لسنتين أو نحوهما، وهذا لا يوجد في غير تيرس، ولا يوجد في أرضها مرض الذباب، الذي يسمونه «تابُريتْ»، وإذا أجدبت يصيب إبلها الجرب، وربما أفناها، وليس بها زراعة، وربما بلغ أحد أهلها الستين أو أكثر، ولم يأكل الخبز ولا العصيد، إنما يشرب اللبن أو يأكل اللحم أو التمر، وليس بها نخل، وإنما يصل إليها التمر من آدرار. وأهلها أشد الناس كلفا ببلادهم، ويقولون إنها تنبت الإبل، كما ينبت المطر النبات. ومن كلامهم: «أربع أنياكْ وآمخول، وأربع ليالي واتحول، واعْبلَ زَنْدكْ لا تْبوَّلْ، أربع اسنين اتْموَّلْ»
(
40) .
وأكثر أشجار تيرس: الطلح، وفيها اليتُّوع، ويقال له: آفرنان. ومن نباتها: آسكاف، والحاذ، وانسيل، والثمام، ويقال له: أم ركبه، والفول، وهو نبت تأكله الإبل، وهو غير الفول عند المشارقة
(
41) .